السبت، 22 فبراير 2020

تأثير الألوان على الحالة النفسية


تأثير الألوان على الحالة النفسية يعود تاريخ الألوان إلى عام 1666 ميلادي عندما اكتشف العالم إسحاق نيوتن أنّ تمرير الضوء الأبيض النقي من خلال منشور يحوله إلى عدة ألوان مرئية، وقد قسمت هذه الألوان إلى ألوان دافئة، وألوان باردة، وعلى الرغم من عدم اهتمام العلماء أو وجود الدلائل العلمية الكافية، إلا أن لكل نوع من هذه الأنواع تأثيراً على نفسية الإنسان، وطريقة تفكيره، ومشاعره، وقد تكون بعض هذه التأثيرات موضوعية ومختلفة من شخص إلى آخر، إلا أن غالبيتها عالمية وتنطبق على كل الأشخاص، إذ وجد أنّ الألوان الدافئة والتي تنقسم من الطيف الأحمر وتشمل اللون الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، توقظ الشعور بالدفء، والراحة، أو الشعور بالغضب، والعداوة، بينما الألوان الباردة التي تنقسم من الطيف الأزرق وتشمل اللون الأزرق، والأخضر، والبنفسجي، توقظ الشعور بالحزن، واللامبالاة.

اللون الأبيض هو اللون الذي يدلّ على النقاء والطهر والفرح والسلام، وأكثر من قد يستفيد من الخَصائص النفسيّة للون الأبيض فئة الأطبّاء والعامِلين والقائمين على المجال الطبيّ لِما يبعثه من مَشاعر الرّاحة، والأمل، والتفاؤل، والشفاء في نفوس المرضى، فهو لونٌ ناصع يَمتلك خاصية الانعكاس لجَميع الألوان والموجات الضوئية الساقطة عليه، كما أنّ له تأثيرٌ فعّال في عمليّة استرخاء الأعصاب وتهدِئتها؛ حيث أثبت فاعليّته في السجون والمَصحّات النفسيّة في علاج وتهدئة النوبات العصبية المفرطة.


اللون الأسود هو لونٌ قاتم ومُعتم، لا يَعكسُ أيّ موجةٍ ضوئيّةٍ مُلوّنة تسقط عليه؛ فهو يَمتصّ جميع ألوان الطيف التي تُوجّه إليه ممّا يُضفي حالةً من الغموض على شخصيّة الفرد، واللون الأسود في مُعظم حالاته يوحي بالكآبة، ويُشكّل تهديداً للأفراد اللذين يَخافون من الظّلام نظراً لخصائصه المُعتمة، كما يُعتبر في كثيرٍ من البلدان وسيلةً من وسائل الحِداد والتّعبير عن الحزن، إلا أنّه من الجَميل استعماله بُملازمته للون الأبيض في الفنون بأنواعها كونه يؤدّي لخلق التناقض الفنّي الذي يبعث على الجمال، وذَكَر البعضُ دلالاتٍ أخرى للون الأسود؛ كالحِنكة، والأمان، والكفاءة.

اللون الأحمر اللون الأحمر هو لون النار والدم والثورة، إلى جانب أنّه لونٌ يَدلّ بشكلٍ عام على العَواطف، والمشاعر الجيّاشة، بالإضافة إلى القوّة والحيويّة والنشاط والمثابرة، كما أنه يُستخدم للتعبير عن حالات الغضب والخطر كما هو الحال في إشارة المرور، وهو لونٌ يعمل كمُحفّز لعمليّة التنفّس، ويَرفع مُعدّل نَبضات القلب، وهو لونٌ ملفت للأنظار يستدعي الانتباه بشكل سريع، وهو من أكثر الألوان دفئاً وحرارة.


اللون الأزرق هو لون السماء والبحر، يدلّ على الأفق الممتد والكبير فيُضفي إحساساً من السعة والراحة على النفس البشرية، كما أنّه لونٌ هادئ وشفّاف يستدعي القدرة على خلق أجواء الهدوء والتأمّل، ويُساعد على الاسترخاء بشكل فعال، ومن الممكن أن يدلّ أيضاً على الحكمة والصداقة، ويشترك مع اللون الأبيض في تَعبيره عن السلام والمحبّة والتآلف، وبشكل عام هو لونٌ مُفضّل ومُحبّب للنفس الإنسانية بشكل عام، يظهر أثره في تَهدِئة الأعصاب واستِرخائها، بالإضافة إلى أنه يُخفّض تلقائياً من مُستوى ضغط الدم وسُرعة التنفّس.

اللون الأصفر هو لون الشمس والذهب، وهو دافِئ يُعبّر عن حرارة الضوء لكن بشكل أقل نصاعةً، كما أنّه لون جميل وجذّاب وساحر تَظهر خصائصه ودلالاته النفسيّة في مُقاومة أمراض الانهيارات العصبية، كما يتميّز اللون الأصفر بطول موجته بشكل نسبي، بالإضافة إلى أنّه مُحفّز عاطفي قويّ له تأثيرات عديدة على النفس البشرية إلا أنّ هذه التأثيرات تتفاوت حسب درجاته، فهو في مستواه المُعتدل والمُريح يساعد على تَوليد الروح المعنويّة ودعمها، كما أنّه يُعزّز الثقة بالنفس والتفاؤل، أمّا في دَرجاته المُرتفعة والتي قد تكون مُزعجةً وغير مرغوب فيها فمِن المُمكن أن تظهر له الآثار العكسيّة؛ كإثارة مشاعر الخوف، والتوتّر، والقلق.

اللون الأخضر هو لون الاخضرار الذي كسا الله به الأرض من الأشجار والنّباتات، ويتوسّط اللون الأخضر الدائرة اللونية بين اللون الأزرق واللون الأصفر، فهذا الموقع يَجعلُه يقع بين هدوء اللون الأزرق وحرارة اللون الأصفر؛ لذا فإنّه إذا ازداد برودةً وتَدرّجاً نحو اللون الأزرق ظهر دوره في استِدعاء السّكينة والهدوء والحكمة، وإذا ازداد حرارةً وتدرّجاً نحو اللون الأصفر يظهر أثره في تحفيز الحيويّة ومشاعر التفاؤل والدفء، كما أنّه لَونٌ مُريحٌ للعَينين ينفذ إليها بِسهولة.



تأثير الألوان على الحالة النفسية
4/ 5
Oleh

Subscribe via email

Like the post above? Please subscribe to the latest posts directly via email.

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.